بغرض البقاء على قيد الحياة، يتم تطوير الطيور وتحفيزها للنمو والتكاثر رغم مواجهتها العديد من مسببات الأمراض أو الضغوطات الأخرى. في أوقات الإجهاد، يُمنح هذا التكيف الأولوية لدعم الوظائف المناعية وفق الموارد المتاحة مع الانتباه للتكلفة. وبغرض الحد من تأثير مسببات الأمراض وتطوير الاستجابة الالتهابية لدى الطيور، يمكن استخدام بعض العناصر الغذائية لتعزيز النمو.

تكوين المناعة عند الطيور

يبدأ تكوين جهاز مناعة فراخ الدجاج خلال مرحلة التطور الجنيني، تقريبًا في اليوم الخامس من الحضانةـ يطور الجنين عضوين مهمين: الغدة الزعترية المسؤولة عن إنتاج الخلايا التائية، وجراب فابريسيوس المسؤول عن إنتاج الخلايا البائية. يخضع كلا الجهازين لعمليات نمو وتطور سريع خلال الأسابيع الأولى من نمو الجنين.

عمومًا، يتطور جهاز مناعة الجنين بسرعة، ويبدأ بالعمل بمجرد أن يفقس الكتكوت (الصوص) ويخرج من البيضة. يُعد هذا التطور في مرحلة مبكرة من عمر الكتكوت (الصوص) مهمًا لبقاء الفرخ على قيد الحياة، مما يسمح للكتكوت (الصوص) بالاستجابة لمسببات العدوى مباشرة فور الفقس. بعد فقس البيضة، يستمر جهاز المناعة الكتكوت (الصوص) بالتطور خلال الأسابيع الأولى من العمر. من هذا المنطلق، يتميز الجهاز المناعي بانقسامه إلى نوعين هما:

  • المناعة الطبيعية – وهي خط الدفاع الأول الذي يتألف من عدة حواجز فزيائية (كالأغشية المخاطية)، بالإضافة إلى الخلايا المناعية غير المتخصصة، والتي تتفاعل بدورها ضد أي مواد غريبة في الجسم، مسببات الأمراض أو الضغوطات البيئية، ويؤدي التحفيز المفرط للمناعة الطبيعية إلى الإصابة بالالتهاب مردة فعل طبيعية للعدوى.
  • المناعة المكتسبة – والتي تنقسم بدورها إلى قسمين: المناعة النشطة والسلبية، وتتطور المناعة المكتسبة خلال حياة الطائر كنتيجة لمواجهته الأمراض أو أخذه للقاحات المختلفة.

مهددات المناعة في مزارع الدواجن

تعيش الدواجن في بيئة تعج بالميكروبات المضرة وبعض المكونات الخطرة بيئيًا (Gallucci and Matzinger, 2001). ويمكن أن يؤدي التعرض لهذه العوامل  سواء الممرضة أو غير الممرضة – والموجودة في الهواء، الماء والأعلاف – إلى تحفيز ما يعرف بمستقبلات تمييز النمط (PRRs) ومنها المستقبلات الشبيهة بالرسوم (TLRs) والتي تتعرف على الأنماط الجزيئية الموجودة على سطح مختلف الميكروبات كالبكتيريا، الفيروسات والفطريات. وعندما تتعرف المستقبلات الشبيهة بالرسوم على نمط معين، تبدأ سلسلة إشارات بتنشيط عامل نسخ يُطلق عليه اسم (NF-kB) الذي يلعب دورًا رئيسيًا في الجهاز المناعي، ويؤدي تنشيطه إلى التعبير عن مجموعة واسعة من الجينات المشاركة في مسارات الالتهاب الأساسية والبديلة. هذه المسارات هي عبارة عن سلسلة من العمليات الحيوية التي تنشأ كاستجابة للمكونات الضارة، مثل مسببات الأمراض أو تلف الأنسجة.

مسارات الالتهاب

الشكل 1: نتيجة زيادة إنتاج السيتوكينات المرافقة للالتهابات، يمكن أن تؤدي بعض المواد الغريبة في الأمعاء إلى الإصابة بالإجهاد التأكسدي والالتهاب في الخلايا الظهارية. هذه الاستجابة ضرورية لمكافحة العدوى أو الإصابة، ولكنها يمكن أن تتسبب بأضرار إضافية للأنسجة إذا لم يتم تنظيمها بالشكل الصحيح (Adapted from Tang et al. 2022).

عند التنشيط، يبدأ إطلاق الوسطاء الالتهابيين والسيتوكينات المسببة للالتهاب مثل IL-1، IL-6 وTNF-α. ومن الجدير بالذكر أن هذه السيتوكينات المنشطة للالتهابات هي جزيئات لإرسال الإشارات، تنتجها خلايا البلعمة، الخلايا التغصنية والخلايا المناعية الأخرى، وتلعب دورًا أساسيًا في الاستجابة الالتهابية، حيث تعزز من تناسق الاستجابة المناعية للعدوى، في المقابل، إذا تم إنتاجها بكميات كبيرة، فإنها يمكن أن تتسبب في تلف الأنسجة وتراجع الحالة الصحية للحيوان.

التكاليف الناتجة عن الالتهابات

الالتهابات هي أبرز المظاهر التي يُظهرها الجسم وتنتشر فيه كردة فعل على التغيرات التي تحدث في توازن الأنسجة (Medzhitov, 2008).  وعلى الرغم من ذلك، غالبًا ما تزيد هذه العمليات الحيوية من التكاليف نتيجة للأسباب الآتية:

  • الإصابة بالحمى وفقدان الشهية، والذي من شأنه أن يغير من التمثيل الغذائي للطيور، ويمكن أن يزيد من معدل دوران البروتين.
  • زيادة الطاقة والبروتين المطلوبان لأجل الأغراض الآتية:
    • دعم الجهاز المناعي بالغذاء والطاقة، والذي يمكن أن يقلل من توافر العناصر الغذائية المطلوبة للعمليات الفسيولوجية المختلفة كالنمو وإنتاج البيض.
    • التعامل مع الأنسجة التالفة والحفاظ عليها من خلال دعم إنتاج خلايا الدم البيضاء والتعامل مع الإجهاد التأكسدي الناتج.

لذلك، من الضروري المحافظة على نظام مناعة متوازن – يعمل بسرعة وكفاءة مع تجنب الحاجة إلى الاستجابة المناعية المفرطة كردة فعل – يعتبر أمرًا في غاية الأهمية لتجنب الآثار السلبية على إنتاج الدواجن.

MCFAs كمركبات مضادة للالتهابات

عند الحديث عن المناعة الفطرية، فإن للأحماض الدهنية متوسطة السلسلة (MCFAs) مجموعة من الآثار المفيدة للجسم، أبرزها الآثار المضادة للميكروبات والالتهابات. يعتقد أن التأثير المضاد للالتهابات والناتج عن الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة مرتبط بامتصاصها وانتقالها من الأمعاء عبر الدم ومباشرة إلى الكبد، وهناك تتأكسد بسرعة وتستخدم كمصدر للطاقة. بالمقارنة مع الأحماض الدهنية طويلة السلسلة، ثبت أن الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة تقلل الالتهاب. علاوة على ذلك، من المعروف أن الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة تقلل من إنتاج السيتوكينات المرافقة للالتهابات، ومن خلال التقليل من إنتاجها، تساعد الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة على إدارة الالتهاب في الجسم.

يتماشى هذا مع البحث الذي أجرته شركة Agrimprove، حيث تم قياس إنتاج السيتوكينات المرافقة للالتهابات في الأمعاء الدقيقة والدم استجابة لاستخدام Aromabiotic® Poultry ( أنظر الشكلين 2 و3).

تأثير Aromabiotic® Poultry على السيتوكينات المرافقة للالتهابات خلال المعي الصائم

الشكل 2: تخفيض الالتهابات باستخدام Aromabiotic® Poultry أدى إلى مكافحة الالتهاب (كما رأينا في تقرير التجربة الكامل) وإلى تحسن ملحوظ في معدل التمثيل الغذائي واستهلاك الأعلاف.

تأثير Aromabiotic® Poultry على السيتوكينات المرافقة للالتهابات في الدم

الشكل 3: انخفاض السيتوكينات المرافقة للالتهابات في دم الطيور، مما يصير إلى انخفاض الالتهابات، مما يقلل من التكاليف الغذائية المستهلكة لجهاز المناعة.

عمومًا، أظهر استخدام Aromabiotic® Poultry نتائج واعدة في تقليل الإنتاج الكلي للسيتوكينات المرافقة للالتهابات IL-1، IL-6، IL-8و TNF-α في الدم والمعي الصائم، ويمكن أن يُشكل هذا الانخفاض تأثيرًا إيجابيًا على صحة الدواجن ورفاهيتها.

دور الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة في تحسين المناعة المكتسبة

بالحديث عن المناعة المكتسبة، تم البحث في استخدام الأحماض الدهنية قصيرة ومتوسطة السلسلة كاستراتيجية محتملة لتحسين صحة الدواجن وتعزيز مناعتها، علاوة على تحسين الاستجابة للتطعيمات.

C-Prove 80 هو منتج تجاري يتضمن تركيز عالي من الأحماض الدهنية متوسطة السلسة وقصيرة السلسلة. بحثت بعض الدراسات في تأثير C-Prove 80 على مرض الجراب المعدي (IBD) ومرض نيوكاسل في الدواجن (NDV)، وأثبتت النتائج أن استخدام C-Prove 80 في مياه الشرب للدواجن خلال الأيام العشرة الأولى من حياتهم وبين الأيام 18 و21، وأظهرت النتائج زيادة ملحوظة في نسبة الأجسام المضادة في الدم ضد IBD وNDV، وتدل هذه الزيادة على استجابة مناعية أفضل للفيروسات (أنظر الشكل 4)

تأثير of C-prove 80 على نسبة الأجسام المضادة للفيروسات

علاوة على ما سبق، وُجد أن مزيجًا من الأحماض الأمينية قصيرة السلسلة ومتوسطة السلسلة من شأنه أن يرتبط بزيادة في تطوير جراب فابريسيوس. (Nguyen, 2018). الجراب الأكبر هو المسؤول عن تحسين إنتاج الأجسام المضادة وحماية أفضل (Ammar, 2008).

الاستنتاج

نظرًا لأن الطيور تفقس ممتلكة جهازًا مناعيًا بدائيًا يتكون من مناعة فطرية ومناعة سلبية من الدجاجة الأم، فالأسابيع الستة الأولى من حياة الطائر تعتبر شديدة الأهمية لتطوير جهاز المناعة المكتسب. على الرغم من استغراق جهاز المناعة المكتسب وقتًا أطول ليكتمل تمامًا، إلا أنه أكثر تحديدًا وأفضل استهدافًا. ومع ذلك، حتى اكتمال الجهاز المناعي المكتسب، فإن دجاج اللاحم الصغير يكون أكثر عرضة للالتهابات نتيجة استجابة مناعية فطرية مبالغ بها. يمكن أن يؤدي هذا إلى أداء غير مثالي نتيجة زيادة النفقات المرتبطة بالمناعة، في هذا الشأن، يعتبر استخدام الأحماض الأمينية متوسطة السلسلة كمكملات غذائية (في العلف أو الماء) للدواجن يمكن أن يدعم جهاز المناعة الفطري المتوازن، علاوة على تقليل الآثار السلبية للالتهابات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تدعم الأحماض الأمينية متوسطة السلسلة تطوير جهاز المناعة المكتسب، مما يحسن من الصحة العامة للدواجن، ويقلل من الحاجة للمضادات الحيوية.

المراجع متوفرة عند الطلب

Contact your Agrimprove expert

Said Radwan
Product Manager Poultry