في الآونة الأخيرة، إنتشر ما يعرف بالتربية الدقيقة لحيوانات المزرعة، وانتشر هذا المفهوم في مجال الزراعة الحيوانية، ويعتمد هذا المفهوم على استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لمراقبة وإدارة صحة الحيوان وأدائه، وبالتالي زيادة كفاءة الإنتاج وأرباحه، مؤخرًا، اكتشف مدير فئة الدواجن العالمية في Agrimprove مفهوم التربية الدقيقة لحيوانات المزرعة وتطبيقاتها، بالإضافة إلى التأثير الذي يحدثه هذا المفهوم في سلسلة الدواجن في المعرض الدولي للإنتاج والتجهيز 2023.

سلسلة إنتاج الدواجن عبارة عن شبكة معقدة من الأنشطة التي تتضمن إنتاج لحم الدواجن للمستهلكين، وتؤثر أنشطة أصحاب المصلحة – مختلف مربي الحيوانات، مربي الدجاج اللاحم، مصنعي الأعلاف، الأطباء البيطريين ومصانع المعالجة – على كمية المنتجات النهائية وجودتها.

تهدف التربية الدقيقة لحيوانات المزرعة إلى تحسبن سلسلة الإنتاج باستخدام تكنولوجيا البيانات، وبالتالي مراقبة وإدارة صحة الحيوان وأدائه، ومن ثم تحسين الكفاءة والحد من الهدر قدر الإمكان، بالإضافة إلى توفير منتج نهائي للمستهلك بمواصفات  ملائمة وصحية.

عملية تبسيط لمفهوم أكبر

تتضمن التربية الدقيقة لحيوانات المزرعة جمع البيانات من خلال عدة مصادر مثل أجهزة استشعار الحيوانات، الكاميرات وسجلات البيانات. ثم يتم تحليل هذه البيانات باستخدام خوارزميات التعليم الآلي والذكاء الاصطناعي لتقديم بيانات متعلقة بصحة الحيوان وأدائه. يمكن أيضًا استخدام البيانات بهدف رصد الظروف البيئية المؤثرة على صحة الحيوان وإنتاجيته مثل درجة الحرارة، الرطوبة وجودة الهواء.

بالإضافة إلى ذلك، وفي المستقبل، يمكن تضمين مجالات أخرى متعلقة بإنتاج لحوم الدواجن مع البيانات التي جُمعت سابقًا من التربية الدقيقة لحيوانات المزرعة، وهذا بهدف تشكيل سلسلة (الشكل 1). باستخدام السلسلة، يمكن لجميع الأطراف المشاركة في سلسلة إنتاج الدواجن – ابتداء من الاصول وصولًا إلى مصنع المعالجة- مع إمكانية الوصول للسجل الذي يسجل المعلومات المتعلقة بالمنتج في كل مرحلة من مراحل الإنتاج.

وصف عملية إنتاج الدواجن

الشكل 1: يمكن نقل البيانات التي تم جمعها من التربية الدقيقة لحيوانات المزرعة إلى جميع الأطراف المعنية بإنتاج الدواجن.

يسمح هذا بأكبر قدر ممكن من الثقة بين مختلف الجهات المساهمة في سلسلة التوريد، على سبيل المثال يمكن للمستهلكين تتبع أصل المنتجات الخاصة بهم ومعرفة الرحلة التي مرت بها وصولًا لمائدتهم، ويتأكدون بذلك من أنهم يشترون طعامًا آمنًا ومن مصادر موثوقة، وباستخدام سلسلة الكتل، يمكن لصناعة المواد الغذائية التحرك نحو نظام أكثر شفافية وفعالية، علاوة على استفادة جميع الأطراف المعنية.

الدقة ليست مجرد إعدادات

في الواقع، متطلبات عملية إنتاج البراغي الدجاج اللاحم مختلفة بشكل كبير، حيث تعتمد عملية إنتاج البراغي على الآلات وإعداداتها الدقيقة، أما دجاج اللاحم – بسبب طبيعة المخلوقات الحية – يتطلب تنبؤات دقيقة قدر الإمكان لتحسين صحة ونمو القطيع. وتسمح التنبؤات الدقيقة بتوقع أي تغيرات في معدلات نمو الطيور واكتشاف المشكلات الصحية المحتملة، بالإضافة إلى تحسين تركيبة الأعلاف، ولهذا السبب يعتبر تجميع البيانات الدقيقة ونقلها بطريقة صحيحة هو مفتاح نجاح إنتاج الدجاج اللاحم في المستقبل.

في الماضي، كانت عملية جمع البيانات عن الدواجن تتم بشكل أساسي من خلال الأساليب اليدوية كالسجلات الورقية والمراقبة البصرية، لكن الآن، مع ظهور التكنولوجيا الحديثة، تطورت طرق جمع البيانات لتشمل أجهزة الاستشعار، المعدات الآلية وأنظمة إدارة البيانات المحوسبة. وتسمح هذه الأساليب الجديدة بمراقبة صحة الطيور بوقتها الفعلي، مع مراقبة الظروف البيئية، معدل استهلاك العلف وغيرها من المقاييس المهمة.

الشكل 2: تحتاج عملية إنتاج البراغي إلى إعدادات وآلات دقيقة، بينما يحتاج فروج اللحم إلى تنبؤات دقيقة متعلقة بالكائنات الحية. جمع البيانات وتفسيرها هو مفتاح تربية الماشية الدقيقة والقدرة على عمل تنبؤات دقيقة.

يمكن أن يساعد استخدام البيانات الدقيقة وتحليلها المنتجين على تحديد اتجاهات سلوك الطيور ومعدات نموها، بالإضافة إلى التنبؤ بالمشكلات الصحية المحتملة وتحسين تركيبات الأعلاف. مع ذلك، يجب تفسير هذه البيانات والتعامل معها من قِبَل موظفين خبراء ومهرة لديهم فهم عميق في حياة الطيور وسلوكها. في النهاية، يتطلب إنتاج دجاج اللاحم مزيجًا من المعرفة العلمية والخبرة العملية لضمان توفير الظروف المثالية للطيور. على الرغم من أن تقنيات التربية الدقيقة توفر بيانات ورؤى قيمة، ولكنها لا تحل محل الإدارة والرعاية الناجحة.

الاستفادة من البيانات

تعتبر التربية الدقيقة لحيوانات المزرعة ثورة في طريقة إنتاج دجاج اللاحم، ولكن مع توفر الكثير من البيانات سيواجه المنتجون تحديًا يتمثل في كيفية التعامل مع هذه البيانات بشكل صحيح. وخلال جمع البيانات المتعلقة بسلوك الطيور، إستهلاك العلف والظروف البيئية يمكن المساعدة في تحسين نمو القطيع وصحته، وتبقى طريقة تفسير هذه النتائج والتعامل معها تمثل تحديًا كبيرًا في الوقت الحالي.

على سبيل المثال، يمكن أن يكون لدى المنتج بيانات تظهر أن الطيور لا تستهلك كمية مناسبة من العلف، ومع ذلك، يحتاج المنتج للبحث في الأسباب، قد يكون السبب هو مشكلة في تركيبة العلف نفسه، تغيير في البيئة أو مشكلة صحية لدى الطيور. تحتاج هذه البيانات إلى التحليل والعثور على المصدر الحقيقي للمشكلة والإبلاغ عنه لإجراء التغييرات الملائمة. مع وجود عدة أجزاء من البيانات المترابطة للشبكة بأكملها، من المهم أن يكون لدى جميع الأطراف المشاركة في سلسلة إنتاج الدواجن القدرة على الوصول إلى نفس المعلومات بغرض التواصل بفعالية أكبر.

فوائد لأجل المستقبل

التحدي الأكبر الذي يواجه التربية الدقيقة لحيوانات المزرعة هو مقاومة الإنسان للتغيير، قد يتردد العديد من المربين في تبني تقنيات أو أساليب جديدة، وخصوصًا إذا كانت أساليبهم القديمة ناجحة، ومع ذلك، وللحفاظ على القدرة التنافسية وتلبية طلبات المستهلكين، من الضروري التكيف مع الممارسات الجديدة. تتطلب التربية الدقيقة تغييرات في العقليات القديمة والاستعداد لاحتضان التقنيات والأساليب الجديدة لزيادة فوائد هذا النهج.

تعتبر التربية الدقيقة لحيوانات المزرعة أداة قوية لتحسين الكفاءة وزيادة الأرباح في سلسلة إنتاج الدواجن، فمن خلال مراقبة صحة الحيوان وأدائه، يمكن للمنتجين تحديد المشكلات المحتملة واتخاذ الإجراءات لحلها قبل أن تتحول إلى مشكلات رئيسية. بالإضافة إلى ذلك، التربية الدقيقة يمكنها تحسين شفافية البيانات والقدرة على التتبع في جميع مراحل سلسلة الإنتاج. من خلال جمع البيانات ومشاركتها بين أصحاب المصلحة، يمكن للمنتجين فهم أفضل للعوامل المؤثرة في صحة الحيوان وأدائه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة التعاون وتحسين التواصل بين جميع أصحاب المصلحة في سلسلة إنتاج الدواجن، مما يؤدي إلى كفاءة أفضل وأرباح أكثر عمومًا، ومع استمرار أساليب جمع البيانات في التطور، ستصبح سلسلة إنتاج الدواجن أكثر كفاءة واستدامة، مما يعود على جميع المعنيين بالفائدة العظيمة.

خبير AGRIMPROVE الخاص بك

Jan Vervloesem
Category manager poultry